فلسفه البيت، في 8 مارس 2017، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

يقول الله -تعالى!-: “إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكّة”.
لماذا وضع الله للناس البيت؟


أهي إشارة إلى أن الإنسان ليس من كائنات الأرض؟
يمكننا القول إن الإنسان كائن سماوي يعيش على الأرض. إنّه بنظرة متأنية نجد أن الإنسان يتكوّن من أربعة أجزاء: الروح، والفؤاد، والنفس، والجسد. الروح والفؤاد والنفس كلها مكونات سماوية، خلقها الله وسّواها في السماء، ولا علاقة للأرض بها. أمّا الجسد فإنه -وإن كان من مادة الأرض (التراب، والماء)- كانت تهيئته وصناعته وتسويته في السماء بيد الله مباشره، لا بكلمة “كن”. ولأن الإنسان كائن سماوي يعيش على الأرض، يلزمه تهيئه نفسه وتهذيب سلوكه، وكذلك إعادة تهيئة وتجهيز وتطويع الأرض حتى يمكنه العيش عليها.
عصى آدم ربّه؛ فعوقب بأن نُزع عنه ثوبه، وستر الله عليه، ثم أُخرج من بيته (الجنة)، وأهبط إلى الأرض، وفقد امرأته (سكنه)، وتاهت عنه؛ فوضع الله للناس في الأرض بيتا ليستنّوا به ويجعلوا لأنفسهم بيوتا، وكأنّ وجود هذا البيت وبقاءه حارس بقاء الإنسان واستمرار وجوده على الأرض؛ فعندما يهدم البيت في آخر الزمان ستقوم الساعة وينتهي وجود الإنسان على الأرض.
هل الإنسان كائن اجتماعي أو انعزالي؟
الواضح أنّ الإنسان مزيج من العزلة والاحتكاك: العزلة في البيت، والاحتكاك في العمل والنادي؛ فالإنسان كائن خجول، تلزمه خصوصيّة الثوب والبيت والزوج. والإنسان كائن ضعيف، يلزمه الاحتماء من الوجود حوله بالثوب والبيت والزوج.
لكن لماذا مكة (بكة)؟
أهي محور الوجود؟
أم هي مصدر طاقة فريد؟
الله أعلم!

Related posts

Leave a Comment